ابتكر علماء من جامعة باث في إنجلترا سلالة جديدة من البوليمر المستدام باستخدام ثاني أكثر أنواع السكر وفرة في الطبيعة ويسمى «الزيلوز» وهو مادة سكرية تستخلص من الخشب وقش الحنطة والذرة الصفراء.
ولإدراك أهمية هذا الابتكار، نذكّر بأننا نستخدم البوليمرات باستمرار في حياتنا يوميًا، فهي المادة الأساسية لصناعة البلاستيك، فإن نجح إنتاج البوليمرات بهذه الطريقة على نطاق واسع، سنكون قد وصلنا إلى ما نحتاجه لنجعل البلاستيك مادة مستدامة لا منقطعة الجذور عن الوقود الأحفوري، ويخلصنا من التأثير السلبي المتزايد للنفايات البلاستيكية على النظم البيئية. ووفقًا للعلماء فإن توسيع إنتاج البوليمرات بهذه الطريقة عملية سهلة وسريع، ونُشرت دراستهم في مجلة أنجيواندت كيمي الألمانية.
مادة مستدامة من مصدر طبيعي وفير
للزيلوز نموذجان مثل بقية السكريات الأخرى، هما النموذج دي، والنموذج إل، ويشكلان صورتان معاكستين لبعضهما البعض في ترتيب الذرات، وتمكن الباحثون من إنتاج البوليمر بالاعتماد على النموذج إل بدلًا من النموذج دي، ما يجعل البوليمر أقوى.
وقال الدكتور أنطوان بوشارد، زميل الأبحاث في جامعة رويال سوسياتي، والذي قاد البحث «نشعر بالسعادة أننا تمكنّا من إنتاج هذه المادة المستدامة من مصدر طبيعي وفير، كالخشب والنباتات، فاعتماد إنتاج البلاستيك والبوليمرات على الوقود الأحفوري الذي تنفد كمياته مشكلة كبيرة، أما البوليمرات المشتقة من المواد الحيوية والمواد المتجددة كالنباتات، فهي تسهم في تحويل البلاستيك إلى مادة مستدامة.»
وأضاف أن «البوليمر الناتج متعدد الاستخدامات جدًا لأن خواصه الفيزيائية والكيميائية سهلة التعديل بسهولة ليصنع منه مادة بلورية أو مادة مرنة تشبه المطاط بالإضافة إلى أنه قابل لإضافة وظائف كيميائية محددة إليه.»
وبهذا يرى الباحثون أن لهذا البوليمر مجموعة واسعة من التطبيقات.
وسجّل الفريق ابتكاره الجديدة في براءة اختراع وهو يبحث عن جهات صناعية مهتمة بالتعاون معه لتوسيع نطاق الإنتاج واستكشاف التطبيقات المحتملة للمواد الناتجة.
